هل تعتبر الطهارة من شروط الرؤيا الصادقة؟

عالم الأحلام من العوالم الغيبية عند كثير من الناس فلا يعلم ما تؤول إليه من المعاني غير الله عزَّ وجلَّ ومن فتح عليهم من باب تأويل الأحاديث، والأحلام التي يراها الرائي ليست على نوع واحد فمنها ما هو رؤيا من الله تعالى ومنها ما يكون من الشيطان، ويسأل كثير من الناس عن هل من شروط الرؤيا الصادقة الطهارة، وهو أمر مهم وجب التعرف عليه للنظر فيما نراه في المنام أهو من الله أم من الشيطان وبالتالي كيف نتعامل معه، وستتوفر لنا المعلومات اللازمة في الفقرات التالية.
هل تعتبر الطهارة من شروط الرؤيا الصادقة؟
هناك كثير من الأمور التي تنتشر عند عوام الناس يظنها الناس حقيقة وشروطًا وهي غير ذلك وقد تكون كذلك، ولهذا سؤال أهل العلم فصل في هذا الأمر بشكل كبير، وسنتعرف على هل من شروط الرؤيا الصادقة الطهارة، وذلك في النقاط التالية:
- لم يرد في السنة النبوية المطهرة ما يدل على أن الرؤيا الحقيقة من الله لها شروط لازمة كالطاهرة وغيرها.
- من الآداب المسنونة والثابتة عن النبي صلى الله عليه قبل النوم النوم على وضوء والنوم على الشق الأيمن وقراءة ما ورد من الأذكار والآيات عند التوجه للنوم، وهذا بدوره يقي من تخبط الشيطان للإنسان مما يقوي احتمالية أن تلك رؤيا صادقة.
- صلاح الإنسان وصدقه بشكل عام من مقويات نسبة أن تكون الرؤيا من الله عز وجل، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أ نَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ “إذَا اقتَربَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الُمؤْمن تَكذبُ، وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ منْ ستَّةٍ وَأرْبَعيَنَ جُزْءًا مِنَ النُبُوةِ” متفقٌ عَلَيْهه، وكذلك جاء في غير تلك الرواية “أصْدَقُكُم رُؤْيَا أصْدُقكُم حَديثًا“.
كيف نتعامل مع الأحلام وفق الهدي النبوي
النبي صلى الله عليه وسلم خير معلم كما أنه لا ينطق عن الهوى، وقد أرشدنا لنصائح جلية في التعامل مع الأحلام بأنواعها المختلفة، وسنتعرف على كيف نتعامل مع الأحلام وفق الهدي النبوي، وذلك في النقاط التالية:
- من الأحلام ما يكون من الله عز وجل وهي من علامات صلاح العبد، فعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ” أخرجه البخاري.
- بعض الأحلام تكون من الشيطان، وقد بين لنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم على أفضل ما نتعامل به معها، فقد جاء عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً فلينفث عن يساره وليتعوذ من الشيطان لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر إلا من يحب ” أخرجه مسلم، وكذلك ورد عن بي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّه” أخرجه البخاري.
هل تفسير الأحلام من الأمور الشرعية أم دجل كالأبراج
هناك أمور تتشابه عند الناس في ظاهرها بشكل كبير وهي على غير ظاهرها، والسؤال عن الفرق بينهما مهم للتفرقة بين الشيء وضده، وسنتعرف على هل تفسير الأحلام من الأمور الشرعية أم هو دجل، وذلك في النقاط التالية:
- يمكن أن يعتقد كثير من الناس أن الأحلام وتفسيرها والذهاب لمفسرين مثلها مثل المنجمين والأبراج والأمر على خلاف ذلك والفرق بينهما كبير.
- الأحلام ثابتة أن قد تكون من الله رؤيا كما جاء في قصة تفسير نبي الله يوسف عليه السلام للأحلام فلا إشكال في التفسير للحلم عند الثقة العدل.
- الأبراج ما هي إلا شعبة من شعب السحر وإدعاء علم الغيب وهي لون من ألوان الكفر والعياذ بالله تعالى، فعَن ابْنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهه صلى اله عليه وسلم “مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، زَادَ ما زَاد ” رَوَاهُ أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
نصائح عند التوجه لتفسير الأحلام عند مفسر
سؤال أهل الخبرة والتجربة يقي الوقوع في أخطاء أو القيام بأمور لا داعي لها، وهو من تمام العقل والحكمة، وسنتعرف على نصائح عند التوجه لتفسير الأحلام عند مفسر، وذلك في النقاط التالية:
- تعامل مع الأحلام كما جاء الأمر في السنة النبوية فلا تلتفت لتفسير كل حلم تراه فكثير منها ليس برؤيا من الله عز وجل.
- عند الذهاب لمفسر للأحلام تخير الرجل الصادق العالم الدين المشهود له بالعلم والورع وليس كل أحد أو كل من أدعى أو كل ما يقال في هذا الباب فكثير منهم غير صحيح.
كان هذا ختام مقالنا عن هل من شروط الرؤيا الصادقة الطهارة، تعرفنا من خلاله على أمور كثيرة تتعلق بهذا الشأن ومن المهم التعرف عليها بشكل عام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا للرؤى الصالحة التي تبشرنا بالخير في الدنيا والآخرة، وفقنا الله وإياكم للخير من كل جهة.